August 2023 , 09

دور الموجات فوق الصوتية في مجال علاج العقم و تأخر الإنجاب

د. أماني شلتوت

 

إن إستخدام الموجات فوق الصوتية الآن في مجال علاج العقم و تأخر الإنجاب قد أصبح روتينياً ليس فقط في التشخيص ، ولكن أيضاً في متابعة العلاج والتقنيات المختلفة .

 

وقبل اكتشاف الموجات فوق الصوتية و إستخدامها في المجالات الطبية المختلفة كانت عمليات الإخصاب المساعد و أطفال الأنابيب تعتمد على إستخدام المناظير الجراحية للبطن في ارتشاف البويضات من المبيض ، و كذلك إرجاع الأجنة أو البويضات الملقحة إلى قنوات فالوب ، بما يصاحبه ذلك من تعرض المريضة للمضاعفات الجراحية ، وكذلك زيادة نسبة حالات الحمل في قنوات فالوب (خارج تجويف الرحم) . 

 

وللموجات الصوتية عدة أدوار مساعدة منها على سبيل المثال إستخدام الموجات فوق الصوتية في تشخيص أسباب تأخر الإنجاب ، ويتم عمل الموجات فوق الصوتية للسيدة في الزيارة الأولى للطبيب ، و ذلك بإستخدام المجسات المهبلية حيث أن عمل الموجات فوق الصوتية عن طريق البطن لا يعطي نتائج دقيقة في فحص الحوض و أعضاء الإخصاب كالمبايض و الرحم ، ويتم الفحص بطريقة منظمة حيث يبدأ الطبيب في فحص الرحم أولا بالإتجاه الطولي ثم العرضي ، وذلك لقياس حجم الرحم ثم فحص التجويف الداخلي ، وذلك لاستبعاد الأورام الليفية والزوائد اللحمية يتبع ذلك قياس سمك بطانة الرحم .

 

و يمكن للموجات فوق الصوتية تشخيص الأسباب التالية لتأخر الإنجاب مثل التشوهات الخلقية كالحاجز الرحمي ، كذلك الالتصاقات داخل الرحم و الزوائد اللحمية ، وزيادة سمك بطانة الرحم و أيضا الأورام الليفية .

 

ثم ينتقل الطبيب إلى فحص المبيضين حيث يتم أولا قياس حجم المبيضين كل على حدة ، وذلك في ثلاثة مقاطع مختلفة ثم يبدأ في عدد البويضات الأولية الصغيرة الحجم ، و يمكن عن طريقه تشخيص تكيس المبايض وأكياس المبايض وأيضا الأورام الحميدة في المبايض و بطانة الرحم المهاجرة .

 

ومن الصعوبة بمكان ما - فحص قنوات فالوب بالموجات فوق الصوتية ، ولكن يمكن تشخيص حالات التجمع المائي في الأنابيب  و التي تعتبر من أسباب تأخر الحمل .

 

وإستخدام الموجات فوق الصوتية في العلاج هو ركن أساسي في وسائل الإخصاب المساعد وعلاج العقم ، حيث تستخدم الموجات بشكل روتيني في متابعة البرامج العلاجية التي تعتمد على تحفيز وتنشيط التبويض حيث يتم متابعة نمو البويضات ، وزيادة سمك بطانة الرحم في زيارات متتابعة للحكم على نجاح التنشيط ، ويمكن إستخدامه في التشخيص المبكر لفرط تنشيط المبايض ، كما يمكن أيضا إستخدام الموجات فوق الصوتية في أطفال الأنابيب حيث أنه بجانب التشخيص ومتابعة البرامج العلاجية - أصبحت الموجات فوق الصوتية تستخدم بشكل أوسع في عمليات الحقن المجهري وأطفال الأنابيب ، حيث يتم ارتشاف البويضات بإستخدام إبر سحب البويضات والتي يتم وضعها في مكان يلحق بالمجس المهبلي (الخاص بالموجات فوق الصوتية) ، كما يتم إستخدامها أثناء إرجاع الأجنة ، وذلك حتى يتم التأكد من وضع الأجنة في المكان الصحيح بالرحم ، بجانب إرتشاف أكياس المبايض الوظيفية وارتشاف أكياس بطانة الرحم المهاجرة .

 

و يتم إستخدام الموجات فوق الصوتية في متابعة الحمل بعد أطفال الأنابيب وبعد ظهور نتيجة الحمل الإيجابي - يتم إستخدام الموجات فوق الصوتية في تشخيص الحمل المبكر بعد أسبوعين تقريبا من تحليل الحمل ، وكذلك تشخيص الحمل المتعدد (التوائم) ، كما يمكن استبعاد وجود الحمل خارج الرحم .