August 2023 , 09

حمل التوأم وكيفية العناية به

د. أماني شلتوت

 

قد يكون الحمل بالتوأم مفاجأة سارة للأم و الأب ولجميع أفراد العائلة ، لكن ذلك الحمل يحتاج – كي يتم بأفضل صورة ممكنة – إلى عناية خاصة بالأم الحامل و بجنينها طوال مراحل الحمل وخلال الولادة وما بعدها .

 

وينبغي الإهتمام الطبي بحمل التوأم نظرا لارتفاع احتمالات حصول المضاعفات الصحية للأم والجنين ، كما قد تحدث أثناء عملية الولادة وقد تؤثر على الحالة الصحية للأم و المواليد بعد الولادة ، حيث أنه خلال فترة الحمل قد تحدث بعض الأعراض أكثر منها حدوثها أثناء الحمل الطبيعي في جنين واحد ومنها كثرة الآثار الجانبية للحمل .. عند الحمل بأكثر من جنين تزداد وتكثر احتمالات معاناة الأم من تلك الآثار الجانبية الطبيعية للحمل مثل الغثيان و القيء و حرقة المعدة و قلة النوم و الشعور بالإجهاد والتعب، كما ترتفع احتمالات الشكوى من ألم البطن و أسفل الظهر و ضيق التنفس والشعور بالضغط على عظم الحوض .

وتتطلب حالة الحمل بالتوأم تكرار زيارة الطبيب المهتم بصحة الحامل و جنينها ، وذلك لمتابعة نمو الجنين ومستوى حالته الصحية وكذلك لمتابعة الأم ، والأعراض التي قد تشكو منها ، إضافة إلى كل هذا مراقبة ورصد أي علامات على حصول ولادة مبكرة ، ولذا يتكرر الفحص الطبي وإجراء فحص الموجات فوق الصوتية للرحم وغيرها من التحاليل الطبية للدم و البول . وقد يرى بعض الأطباء ضرورة المتابعة مرة في كل أسبوعين ، وخاصة خلال الثلث الثاني من الحمل ، وكل أسبوع خلال الثلث الثالث من الحمل .

 

ونؤكد على أهمية تناول عناصر غذائية معينة حيوية واللازمة لنمو الجنين وسلامة صحة الأم ، مثل فيتامينات الفوليك والكالسيوم والحديد والبروتينات وغيرها من العناصر الغذائية الهامة ، و لذا قد تتطلب فترة الحمل تناول حبوب الحديد وأنواع من الفيتامينات بصفة يومية .

ومن المعلوم أثناء الحمل أهمية أن يزيد وزن جسم الأم خلال مراحل الحمل بطريقة سليمة و كافية ، و يتابع الطبيب ذلك ، وعند حصول حمل بتوأم - فإن المتوقع زيادة ما بين 16-18 كيلوجرام في وزن جسم الأم . و قد يتصور البعض أنها زيادة كبيرة ، وتتطلب تناول الكثير من السعرات الحرارية ، إلا أنه يمكن تحقيقها بزيادة طاقة وجبات الغذاء اليومي حوالي 300 سعر حراري تقريبا .

و يطلب الطبيب عادة من الأم الحامل بالتوأم أخذ جانب الحيطة عند الحركة ، لمنع إحتمالات السقوط أو الإجهاد، كما قد يتطلب تقليل السفر إلا عند الضرورة القصوى .

المخاض و الولادة المبكرين أهم المضاعفات المحتملة للحمل بالتوأم ، وفي كل يوم تلد بسلام كثير من النسوة الحوامل بالتوأم ، وغالبا لا تحصل أي مشاكل خلال فترتي الحمل و الولادة ، إلا أن من المهم عدم ترك الأمور بلا إهتمام نظرا لمجموعة من المضاعفات المحتملة الحصول أثناء ذلك النوع من الحمل ، و التي من الضروري العلم بها .. و تشمل تلك الأمور :

المخاض المبكر .. معدل ما يستغرقه الحمل الطبيعي هو ما بين 38 و 42 أسبوع من حين لآخر دورة شهرية مرت بها الأم . أما بالنسبة للحمل بالتوأم فإن الإحصائيات الطبية تشير إلى أن المعدل هو أقل من ذلك . وتحديدا ما بين 37 و 39 أسبوعيا ، و بالتعريف الطبي ، يعتبر المخاض مبكرا حينما يبدأ عنق الرحم بالتوسع و الفتح قبل الأسبوع 37 للحمل ، و يمكن للأطباء وقف إنقباضات الرحم بالأدوية . و بالرغم من عدم ثبوت جدوى الإستلقاء على السرير في خفض احتمالات حصول المخاض المبكر، إلا أن الأطباء لا يزالون ينصحون به كوسيلة احتياطية لمنع حصول المخاض المبكر .

الولادة المبكرة .. ومعلوم أن ثمة فرق بين مخاض مبكر و ولادة مبكرة ، و لذا لو لم يمكن وقف بدء المخاض المبكر، فإن من المحتمل حصول ولادة مبكرة للجنين ، و هذا هو أكثر ما يخشى حصوله الأطباء في حال الحمل بالتوأم ، و الإشكالية في الولادة المبكرة للجنين و خروجه إلى الدنيا هو في احتمال عدم اكتمال استعداد رئة الجنين للتنفس بشكل طبيعي ، و بالإضافة إلى صعوبات محتملة في تنفس الطفل المولود ، فإن ثمة إحتمال أن يكون وزن الطفل قليل أو تعتريه متاعب مؤقتة في عمل جهازه الهضمي ، و من النادر أن تتم ولادة أحد التوأم ، و تتأخر لبعض الوقت ولادة الجنين الآخر، لكن هذا قد يحصل .

إرتفاع ضغط الدم .. وتشير المصادر الطبية إلى أن احتمالات إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم الحملي أعلى حال الحمل بالتوأم ، وهو ما يؤدي إلى رصد قراءات مرتفعة لقياس ضغط الدم وإلى حصول زيادة في تسرب البروتينات مع البول عبر الكلى ، و تحتاج الحالة إلى متابعة طبية وعناية .

سكري الحمل .. وكذلك ترتفع احتمالات الإصابة بمرض سكر الدم ، ما يتطلب أخذ جرعات يومية من الأنسولين ، إلا أن له تأثيرات محتملة على الجنين و نموه ووظائف أعضائه ، كما أنه قد لا يزول بعد الولادة .

و من أهم ما قد تسأل عنه السيدات هو طريقة الولادة في حالة الحمل التوأم ، وعادة ما كانت تتم الولادة بطريقة طبيعية عبر المهبل ، إلا أن الغالب - وفي الآونة الأخيرة - يلجأ الأطباء إلى توليد الأم الحامل بالتوأم بطريقة الولادة القيصرية . و تعتبر هذه العملية آمنة ويسيرة الإجراء ، ولا تحمل نسبة عالية من المضاعفات على كل من الأم والأجنة .