أهمية فحص ما قبل الزواج
الزواج هو الخطوة الأولى نحو بناء الأسرة والتي هي نواة المجتمع ، ويسعى الشباب إلى الزواج بهدف الاستقرار والبحث عن الحياة السعيدة ، ومن أهم العوامل التي تدفع الشاب أو الفتاة إلى الإقدام على الزواج هو التأكد من أن الصحة الإنجابية لديه على أحسن حال .
والاطمئنان على خصوبة الرجل هو أمر بسيط من الناحية الطبية فيكفي عمل تحليل للسائل المنوي للوقوف على خصوبة الرجل في أغلب الأحيان ، وننصح الشاب في هذه الحالات بإحضار عينة للسائل المنوي بالمختبر بعد توقف عن إنزال السائل المنوي لمدة 3-5 أيام ، ويتم فحص العينة بالمختبر للوقوف على كمية السائل المنوي وعدد الحيوانات المنوية وحركتها وكذلك على نسبة الأشكال المشوهة فيها ، وفي حالة وجود أي خلل بالسائل المنوي يمكن إعادة التحليل مرة أخرى بعد فترة شهر للتأكد من النتيجة .
أما فحص الخصوبة عند الفتيات قبل الزواج - فهو أمر معقد ويحتاج إلى الكثير من التكاليف ، ويجب عمله في حالة وجود اضطراب شديد بالدورة الشهرية وانقطاع الطمث لفترات طويلة أو فى حالات نزول إفرازات من الثدي ، ولكن خوف الشباب من القدوم لفحص السائل المنوي قبل الزواج يكمن في تردد هذا الشاب وخوفه من وجود مشكلة كبيرة تعوقه عن الإنجاب ، ولهذا يتجنب هذا الشاب القدوم على اختبار السائل المنوي ، ولكن وجود عيب أو خلل بالسائل المنوي لا يعني أن الإنجاب يمكن أن يتأخر والعكس صحيح ، فظهور التحليل بصورة طبيعية لا يعني أن الإنجاب مضمون ، ولذا يجب عمل هذا الإجراء الاحتياطي وعمل التحليل قبل الزواج ، فالوقاية خير من العلاج ، والإنجاب هو أولاً وأخيراً هبة من الله عز وجل ، واتخاذ الإجراءات الوقائية هو وسيلة مهمة في الطب الحديث .
و يسعى بعض الأزواج لعمل بعض التحاليل الخاصة بالوراثة وخاصة مع وجود بعض الأمراض الوراثية ، ولاسيما عند زواج الأقارب ، وتهدف هذه الأبحاث إلى معرفة نسبة حدوث إصابة عند الأطفال بعد الزواج ، وبناءاً على نتيجة هذه التحاليل يمكن إما الرجوع والعدول عن الزيجة أو الاستمرار في الزواج مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة عند الأطفال .
كما أن هناك جانب هام من الفحوصات لتشخيص وجود أمراض معدية ومن أهمها الأمراض التناسلية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مرض الزهري ومرض الهربس، والتهاب الكبد الوبائي ومرض نقص المناعة المكتسب ، وبمعرفة هذه الأمراض قبل الزواج يمكن إعطاء المريض العلاج المناسب أو عمل الإجراءات الوقائية التي تجنب إصابة الزوج أو الزوجة وانتقال المرض إليه ، وخاصة أن بعض هذه الأمراض قد يصيب الأجنة داخل أرحام أمهاتهم عن طريق انتقاله عبر المشيمة أو حتى عند الولادة ، وهذه الأمراض تسبب مضاعفات جسيمة عند هؤلاء الأطفال الأبرياء وقد تؤدي إلى مشاكل مزمنة في الجهاز العصبي أو القلب عند هؤلاء الأطفال ، و هنا يلعب الطب الوقائي دوراً رئيسياً في تجنب هذه الأمراض الخطيرة .
وأخيراً .. فإن هناك جانب هام وهو الصحة الجنسية عند الرجل وبعض الشباب قد تنتابه العديد من المخاوف حول القدرة الجنسية وطبيعة العلاقة الزوجية ويغذي هذه المخاوف عدم كفاية المعلومات أو الجهل بطبيعة العلاقة الزوجية ومن خلال بعض الفحوصات البسيطة يستطيع الشاب الاطمئنان على القدرة الجنسية والإنجابية أيضاً ، كما يحصل على شرح واف حول التركيب الوظيفي وطبيعة العلاقة الزوجية كي يبدأ حياته الزوجية بدون قلق أو مخاوف .