August 2023 , 09

أسباب العقم المتعلقة بالرحم عند السيدات

د. أماني شلتوت

 

يعرف العقم عند السيدات بأنه تأخر للإنجاب بعد مرور عام من الزواج المتصل - بدون إستعمال أي من وسائل تأخر الحمل ، وحالات العقم أو تأخر الإنجاب - يتم تصنيفها إلى نوعين :

 

عقم أولي : في حالة عدم حدوث حمل على الإطلاق منذ الزواج .

عقم ثانوي : يعني أن المرأة سبق لها الحمل ، وذلك بغض النظر عن نتيجة الحمل سواء الإجهاض أو الولادة .

 

و للعقم أسباب عديدة .. سوف نناقش أهمها :

 

عقم ناشىء من عنق الرحم .. و ذلك نتيجة لضيق عنق الرحم الشديد ، الإلتهابات و تقرحات عنق الرحم ، الأجسام المضادة للحيامن وهي حالات إما أن تكون خلقية أو ثانوية - نتيجة عمل كي عنق الرحم أو استئصال حمل خارج الرحم ، أما الإلتهابات فغالبا تكون نتيجة تغيرات هرمونية أو إلتهابات مهبلية مزمنة ، وهناك الأجسام المضادة للحيامن التي قد تفرز أحيانا من غدد عنق الرحم و تعيق هذه الأجسام حركة الحيوانات المنوية و يمكن تشخيصها بقياس الأجسام المضادة في إفراز عنق الرحم أو دم المريضة .

عقم ناشئ من الرحم .. وفيه قد ينشأ العقم نتيجة وجود تشوه خلقي بالرحم تولد به المريضة مثل وجود الرحم الطفولي أو غياب تام للرحم أو وجود حاجز داخلي أو وجود رحم متدرج بالجزء الأسفل فقط ، و قد تتسبب هذه التشوهات أيضا في حالات الإجهاض المتكرر ، و يمكن إصلاح هذه التشوهات جراحيا عن طريق منظار الرحم دون الحاجة إلى فتح البطن . 

ومن الأسباب التي لها علاقة أيضا بالعقم أو الإجهاض المتكرر - أورام الرحم الليفية التي تصيب حوالي 20% من السيدات ، وهي أورام حميدة في معظمها و ليس لها سبب معروف لنموها و قد تكبر في الحجم لتسبب أعراضاً مثل آلام أسفل البطن والظهر أو الضغط على المثانة . الأورام التي تصيب التجويف الداخلي للرحم هي التي قد تسبب العقم أو الإجهاض ، و يمكن اكتشافها بالفحص الطبي السريري و بالموجات فوق الصوتية و الأشعة المقطعية ، وعلاج هذه الأورام قد يحتاج بعض الأدوية التي تؤدي إلى إنكماش الورم أو يصاحبه التدخل الجراحي لاستئصالها عن طريق البطن أو باستعمال المناظير الجراحية و الرحمية .

وإلتهابات بطانة الرحم أيضا من الأسباب المؤدية للعقم ، و قد تكون ناتجة عن ميكروبات جنسية مثل الكلاميديا أو مثل ميكروب الدرن وقد تؤدي إلى إلتصاقات داخل تجويف الرحم ، مما يجعل قدرة الأجنة على الإنغراس صعبة وقد يؤدي أيضا إلى الإجهاض المتكرر .

 

كما أنه يمكن تشخيص هذه الحالات بإستعمال الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد أو بالأشعة الصبغية أو الأفضل إجراء المناظير الرحمية التي تستعمل أيضا لعلاج هذه الإلتصاقات وقتها مع استعمال بعض المضادات الحيوية وبعض الأدوية مثل هرمون الإستروجين ؛ لإعادة بناء بطانة الرحم .  

 

 

وأخيراً فإن تغير وضع الرحم قد  يسبب بعض الأعراض مثل آلام الظهر أو آلام أثناء الجماع ، ولكن لم يثبت علميا وجود علاقة بين تلك وبين تأخر الإنجاب .