أغسطس ٢٠٢٣ , ٠٩

أمل جديد ينهي عقم النساء المصابات بضعف الخصوبة

د. سمير عباس

 

وضعت أم امريكية في التاسعة والثلاثين من العمر - مصابة بضعف الخصوبة - طفلاً بفضل تقنية حديثة تتمثل في حقن بويضتها بسائل مأخوذ من بويضة امرأة في كامل صحتها .

 

وقال الأطباء في مركز سانت بارناباس الطبي في تيفينغستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية - أن التقنية الجديدة يمكن أن تساعد عديداً من النساء ، وخاصة المتقدمات في العمر اللاتي يعانين من ضعف الخصوبة وبفضل هذا العلاج يمكن أن تحمل المرأة دون أن تضطر للجوء إلى بويضات متبرعة بل يمكن أن تلد أطفالاً يحملون جيناتهم الوراثية الخاصة .

 

أخذ الأطباء سائلاً من بويضة متبرعة وأدخلوه في البويضة القاصرة للأم ، وقاموا بعد ذلك بتخصيب البويضة في الأنابيب بمني الأب ، ونجحوا في اعادة ادخالها الى رحم الأم ، وأشار الأطباء إلى أن هذه الطريقة استخدمت عدة مرات وفشلت وانها في طور التجربة .

 

وإذا ثبتت فاعليتها يمكن أيضاً أن تمنع نقل بعض العيوب الوراثية إلى الأطفال حيث أن أصل هذه العيوب يوجد في سائل بويضات الأم .

 

لكن السؤال .. هل هناك شبهة شرعية فيها من الناحية العلمية باعتبار أنها يمكن أن تساوي التبرع بالبويضة لأخرى ، وعملياً هل يمكن تلافي نقل الصفات الوراثية للجنين من السائل المأخوذ من بويضة أخرى ؟

 

د. سمير عباس – استشاري النساء والتوليد وعلاج العقم وأطفال الأنابيب ورئيس المركز السعودي لتقنيات الإنجاب يقول : تتكون البويضة من غلاف هلامي ، يحيط بجدار يحتوي بداخله على النواة التي يحيطها من كل اتجاه مادة شبه سائلة يطلق عليها السايتوبلازم .

 

فحين تتقدم النساء في العمر بعد الخامسة والثلاثين - يطرأ على بويضاتهن علامات الهرم وأهمها تغيرات سلبية بكروموسوماتها وشيخوخة بمادة السايتوبلازم ، وبالنسبة لهذه النوعية من النساء في الخارج - فتتوجه المريضة إلى مراكز علاج العقم - حيث يحصلن على بويضات شابة من فتيات صغيرات في السن متبرعات ، أي بويضات سليمة قادرة على أن تتخصب وتعلق بالرحم أو الحصول على أجنة من متبرعين .

 

ولقد تمكن الباحثون الأمريكيون والأوروبيون مثل جاك كوين - من حل المشكلة عن طريق الحصول على سائل السيتوبلازم من بويضة شابة ، ثم نقلها إلى داخل بويضة المرأة الكبيرة في السن بعد ارتشاف السايتوبلازم الشائخ منها ، وهي عملية بسيطة يمكن تنفيذها بسهولة لدى أي مركز يقوم بإجراء وسيلة التخصيب المجهري ، والذي يعني حقن حيمن لا يرى بالعين المجردة بداخل البويضة التي لا ترى كذلك بالعين المجردة .

 

ويرى د. عباس – وهو أول من طبق تقنية التخصيب المجهري في الشرق الأوسط ورائد أطفال الأنابيب – أن وسيلة نقل السايتوبلازم الحديثة لا تشمل نقل أي مواد وراثية من مريضة لأخرى ؛ لأن المواد الجينية أو المورثات أو الصفات الوراثية موجودة بداخل نواة البويضة وليست بالسايتوبلازم ، إلا أن بعض العلماء تخوفوا من اجرائها لأن هناك بعض النظريات التي تدعي وجود مواد جينية غير مركبة ومعقدة بداخل السيتوبلازم ، مما قد ينتقل للبويضة مما يعني أن الجنين الذي يخلق بهذه الوسيلة قد يحمل صفات لا تخص والديه .

 

ويؤكد أنه على رغم ذلك - فسنحتاج إلى وقت بسيط حتى نتأكد أن الجنين المولود بهذه الوسيلة لا يحمل إلا مورثات والديه ، وهذا بفحص دم الجنين وبمجرد ثبوت ذلك - سنلجأ إلى تطبيق هذه التقنية بعد تقديمها للمجمع الفقهي الإسلامي .