أبريل ٢٠٠٩, ٢١

سمير عباس رائد تقنية الأنابيب:

سعادتي في صرخة المواليد

 

نجاحي أبعدني عن أبنائي

حزنت لأم فقدت 9 من أجنتها

دكتور سمير عباس

لايزال الدكتور سمير عباس رائد أطفال الأنابيب يتذكر طفولته في حي الشاطئ حيث رأى النور في العام 1367هـ ومن تفاصيل نسيج الحياة في ذلك الحي العريق تشكلت طموحاته في حصد «كعكة» النجاح حيث توج مسيرته العلمية بتخرجه من كلية الطب بجامعة الأزهر ومن ثم حصوله على الدكتوراه من نفس الجامعة في العام 1981 تخصص امراض النساء والتوليد.

فيما يأتي ذكر اطفال الانابيب فان اسم الدكتور سمير عباس يكون حاضرا في الذاكرة باعتباره رائدا في هذا المجال .
يقول الدكتور عباس : حصلت على الثانوية العامة من مدارس الشاطئ ومنذ أن كنت في زمن الطفولة فإن هاجس دراسة الطب كان يمثل طموحا اسعى لتحقيقه وليس «الروب» الابيض واذكر انني حينما كنت في العاشرة من عمري فقد شعرت بمعاناة والدتي أثناء ولادتها لأخي ومن يومها قررت أن أدرس الطب وبالنسبة لتخصصي في مجال اطفال الانابيب فإن ذلك يعود الى العام 1978 وهي نفس السنة التي بدأت فيها هذه التقنية حيث تم الإعلان عن مولد أول طفلة أنابيب في العالم الأمر الذي حمل املا مضيئا للأزواج الباحثين عن الذرية وحينما فكرت في دخول هذا المجال كانت تهجس في ذاكرتي طلاق زوجين رغم حبهما لبعضهما لان الزوجة لا تنجب وقد أحزنني ذلك الطلاق كثيرا ولم اخرج من ذلك الحزن الاّ حينما قررت .. استخدام تقنية أطفال الأنابيب لمساعدة أمثال هؤلاء الازواج.
في البداية طبعا وضعت أمامي الكثير من العراقيل والمعوقات واحتمالات الفشل ولكن توكلت على الله وكنت مقتنعا أنني اسعى لإسعاد الاخرين وان الله لن يخيب طموحاتي واحلامي حتى حققت النجاح وجعلني أول من خاض هذا المجال على المستويين العربي والإسلامي.
وفيما إذا كان تعامله المباشر مع المرأة قد أثار غيرة زوجته قال: حاولت ام محمد ان تبعدني كثيرا عن هذا المجال لخوفها ان يأخذني من البيت و الأولاد وقد صدقت توقعاتها حيث ان مهنة الطب شغلتني عن هموم البيت ولكن مما ساهم في نجاحي وتحقيق ما اصبو اليه هو ان الله رزقني زوجة عاقلة والثقة بيننا متبادلة.
وعن ما اذا كان يعتبر نفسه ناجحا في مجال عمله قال : لا احكم على نفسي ولكن كل الحقائق في مجال اطفال الانابيب تشير إلى أنني قدمت شيئا في هذا المجال حيث اعتبر العام 1986 هو تاريخ «نجاحي» في مجال الطب حيث ولد على يدي اول طفل انابيب في العالمين العربي والإسلامي واعتبر ذلك الطفل هو اول ابنائي.
وأضاف أن عدد أطفال الأنابيب الذين ولدوا على يديه يزيدون عن «20» ألف طفل اتذكر منهم التوائم الاربعة.
وفيما يتعلق بأصعب المواقف في حياته الطبية قال : كانت امرأة أنجبت بعد 33 عاما من زواجها ومع ذلك لم تفرح لان المولودة كانت انثى وحالة اخرى لرجل تزوج اكثر من مرة وجميعهن تركتهن رغم طيب معشره ولم تهدأ نفسه الاّ بعد ان نجحنا في تخصيب آخر زوجاته.
واضاف انه يسعد بدعوات الذين ينعم عليهم الله بالذرية بعد ان يتلقوا العلاج على يديه وهذه يعتبرها شهادة نجاح كبيرة بالنسبة له.
وفيما يتعلق باغرب الحالات التي صادفته قال: كان ذلك في العام 1991 عندما خضعت سيدة لعلاج العقم وفوجئت بأنها حامل بتسعة اجنة وقد حاولت ان اخفض ذلك العدد لخطورة ذلك الحمل عليها ولكنها رفضت رفضا قاطعا وفي النهاية اصيبت بالنزيف وفقدت كل شيء وقد كان ذلك مؤلما للغاية..
وفيما يتعلق بهواياته في خضم عمله في مجال الطب قال: اعشق الرسم التشكيلي وقد زرت معظم متاحف العالم.
وفي سؤال عما إذا كان قد دفع ثمن انشغاله عن أسرته وهو يعيش في دائرة الضوء والنجاح قال : لا شك أن الزمن لو عاد إلى الوراء لمنحت أسرتي الكثير فنجاحي وركضي لتحقيق الطموح جعلني ابتعد عن ابنائي فترة من حياتي واذكر ان ابني بدر لولا ان امه حرصت على إحضاره للعيادة حتى أراه عندما كان صغيرا لما عرفني لأنني كنت أدخل البيت وهو نائم وأخرج منه وهو في المدرسة.
وأضاف رغم انشغالي الاّ انني اعيش حياة زوجية سعيدة فشريكة حياتي هي (أميمة) بنت خالي محمد علي مغربي ولي من الأبناء رانية و لجين و محمد الحاصل على الماجستير في إدارة الشؤون الصحية وبدر آخر العنقود ، والذي اتوقع ان يكون طبيبا مثلي.

author avatar
administrator