أغسطس ٢٠٢٣ , ٠٩

ثورة جديدة في عالم أطفال الأنابيب

مجهر التكبير الهائل

د. سمير عباس

 

منذ ولادة أول طفلة أنابيب في العالم في عام 1978م (قبل ثلاثين عاماً) - اجتهد العلماء بغرض رفع نسبة نجاح الحمل والتي في ذلك الوقت لم تكن تتجاوز الـ 5% .

 

منذ ذلك الوقت طرأت تطورات كثيرة طالت كل أوجه عمليات أطفال الأنابيب بدءاً من  العقاقير التي تُعطى للمرضى إلى الوسط الكيميائي الذي يزرع به الأجنة إلى الأجهزة التي تستعمل في مختبر أطفال الأنابيب ، مما أدى إلى إرتفاع نسبة حدوث الحمل لا تتجاوز 20% في ذلك الوقت ، وكان من أفضل الإضافات على الإطلاق إختراع جهاز الحقن المجهري قبل خمسة عشر عاماً ، والذي يستخدم لعلاج ضعف الحيامن الشديد وذلك بحقن حيوان منوي واحد بداخل البويضة لعلاج عقم الرجال الذين يعانون من نقص شديد في عدد الحيامن أو ضعف بحركتها أو ارتفاع نسبة المشوه بها أو في حالات زيادة سماكة جدار بويضة المرأة ، ثم بعد ذلك تم اختراع جهاز ليزر لتشريط جدار البويضة المخصبة قبل إعادتها للرحم لمساعدتها للعلوق  بجدار الرحم بسهولة . 

 

كل الأجهزة سابقة الذكر أدت إلى إرتفاع نسبة حدوث الحمل لتتجاوز 35% ، وكنا قد ادخلنا كل التقنيات السابقة في وقته كي تستمر ريادتنا في علاج العقم . 

 

برغم إرتفاع نسبة الحمل إلا أنها للأسف لم تطال فئة من المرضى أجروا عمليات أطفال أنابيب فاشلة مرات عديدة ، بالرغم من كل التقنيات الحديثة ورغم تكوّن أجنة تبدو جيدة ، وقد أطلق على هذه الفئة (مرضى متكرري الفشل) ، وقد أدى ذلك إلى إصابة المرضى والأطباء على السواء بالإحباط ، ولم يتمكن أحد أبداً من حل هذا اللغز حتى قبل عام ونصف .

 

ومن المعلوم طبياً - أن بويضة المرأة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة رغم أنها أكبر من الحيوان المنوي بـسبعة آلاف مرة ، لذا يتم إختيار أفضل الحيامن باستعمال المجهر عند إجراء عمليات الحقن المجهري ، ولكن نظراً لصغر حجم الحيمن المتناهي - فإن تشخيص التشوه به قد لا يكون من السهولة . وذلك لأن أفضل مجهر لايكبر الحيوانات المنوية أكثر من 400 مرة ، وحيث أن الرجال العقيمين قد ترتفع نسبة التشوه بالحيامن لديهم للتجاوز 99% - مما يجعل إختيار السليم منها يكاد يكون أمراً مستحيلاً . لذلك كان من الضروري إيجاد حل لهؤلاء المرضى الذين يعانون من تكرار فشل عمليات أطفال الأنابيب المرة تلو المرة - بسبب تشوه الحيامن الشديد . وقد قامت أحد الشركات الألمانية بتطوير مجهرهائل يقوم بتكبير الحيامن - ستة عشر ألف مرة - مما سهل إختيار الحيامن السليمة . 

 

ولقد أثبتت الأبحاث المتعاقبة في مختلف الدول الأوروبية التي قامت بإستخدام هذا الجهاز بأنه نقلة نوعية كبيرة في تخصص علاج العقم ، أدت إلى إرتفاع نسبة الحمل لدى هؤلاء المرضى ، وأثبتت أنه هو الإختراع الأهم في خلال الثلاثون عاماً السابقة ، ونظراً لريادتنا في هذا التخصص ، فقد قمنا بإدخال هذا الجهاز في مراكزنا بغرض تقديم هذه الخدمة لمرضانا مجاناً دون إضافة أية تكلفة عليهم .

 

كما قمنا بإرسال أخصائيي الأجنة من جميع مراكزنا إلى ألمانيا ؛ للتدريب على الجهاز الجديد لتحقيق أفضل النتائج ، وكذلك لضمان مواكبتنا للتطور الطبي الجديد والسريع ؛ لخدمة المرضى - علماً بأننا الوحيدين في المملكة والعالم العربي الذين أدخلنا هذه التقنية المُكلفة .

 

إخصائي الأجنة يعمل على جهاز التكبير الهائل 

 

تشوهات برأس الحيامن لا يمكن تشخيصها بالمجهر العادي 

 

حيامن سليمة تم تصويرها بالجهاز الحديث 

 

أجنة عالية الجودة ( بلاستوست)

 

صورة الحيمن بجهاز التكبير الهائل مقارنة بالمجهر العادي