العلاقة بين البدانة وعقم الرجال
ذكرت دراسة طبية جديدة أن الرجال الذين لديهم ارتفاع في”مؤشر كتلة الجسم” - هم أكثر عرضة لعدم الإنجاب ، من أولئك الذين يتمتعون بأوزان طبيعية - ويستخدم “مؤشر كتلة الجسم” بشكل عام في تقييم وزن الشخص بالنسبة لطوله و حالته الصحية ، و يحسب عددياً بقسمة وزن الشخص بالكيلوجرام على مربع طوله بالأمتار.
و يعتبر وزن الشخص طبيعيا و صحته جيدة ، إذا تراوحت قيمة المؤشر بين 18.5 و 24.9 ، وهناك دراسة أجراها فريق بحث من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية التابع لمعاهد الصحة القومية الأمريكية ، والتي أصدرت خلاصة الدراسة و أثبتت أن معطياتها تشير إلى أن زيادة 9 كجم في وزن رجل تزيد احتمال إصابته بالعقم بنسبة 10% .
وفيما قدم الرجال معلومات حول أوزانهم وأطوالهم في إجابات الاستبيان عن صحتهم - يقتصر التحليل على الأزواج والزوجات الذين حاولوا تحقيق الحمل خلال السنوات الأربع السابقة على المشاركة في مشروع الدراسة ، و بحيث لا يزيد سن الزوجات على 40 عاما .
قسم الباحثون الأزواج و الزوجات إلى مجموعتين عقيمة و خصبة ، مكونة من الأزواج والزوجات الذين حاولوا ونجحوا في تحقيق الحمل خلال سنة واحدة .
كانت أعمار معظم الأزواج و الزوجات أكثر من 30 سنة . و قد شهدت نسبة 28% من الأزواج و الزوجات حالات عقم أو إخفاق في حدوث الحمل .
ووجد الباحثون “مؤشر كتلة الجسم” عاملا مستقلا – غير معتمد على عوامل أخرى – في زيادة مخاطر العقم لدى الرجال . و قد احتسب الباحثون في تقييم هذه المخاطر دور العوامل الأخرى المؤثرة في خصوبة الزوجين كمؤشر كتلة جسم الزوجة و السن و التدخين .
بعد إعتبار هذه العوامل الإضافية .. وجد الباحثون أن هناك زيادة في مخاطر عقم الرجال تتناسب مع الزيادة في مؤشر كتلة الجسم ، و تصل المخاطر إلى الضعف لدى الرجال البدناء .
و عندما صنف الباحثون عينة الرجال المشاركين إلى مجموعتين متساويتين العدد ، ولكن وفقا للسن ، وجدوا أن مؤشر كتلة الجسم هو أيضا عامل في زيادة مخاطر حدوث العقم في كلتا المجموعتين - الأكبر سنا و الأحدث سناً .
و لم يحصل الباحثون على بيانات حول معدلات حدوث العلاقة الزوجية ، إذ من الممكن أن تكون بدانة أو زيادة وزن الرجال سببا في تقليل حدوث العلاقة مقارنة بالرجال ذوي الوزن الطبيعي ، ما قد يؤثر على الخصوبة .
و كانت دراسة أخرى أجريت مؤخرا قد نظرت في خصائص السائل المنوي - بحيث تظهر إنخفاض نوعيته لدى الرجال البدناء و زائدي الأوزان ، كما تظهر الفروقات الهرمونية ، ويؤمل من هذه الدراسة أن تزيد مستوى الوعي بمشكلة البدانة وزيادة الوزن لدى الرجال ومكافحتها للوصول إلى حالة صحية جيدة عموماً وصحة إنجابية طبيعية .
