تعدد الخيارات العلاجية يريح المريض والطبيب على حد سواء
إن المخ هو المركز الرئيسي الذي يستقبل المؤثرات الحسية الجنسية ، ويمكنه التفريق بينهما إلى ما هو جنسي أو لا جنسي ، وعندما تتجمع المؤثرات الجنسية في مراكز المخ - فإنها تصدر أوامر إلى باقي أجزاء الجهاز العصبي المركزي والطرفي والطرفي للتفاعل مع هذه المؤثرات الجنسية ، وتعمل الهرمونات على تعديل حساسية الأعضاء التناسلية لكي تكون مستجيبة أكثر لأوامر الجهاز العصبي .
و يعتمد الطبيب في التشخيص على العديد من الوسائل - أولها وأهمها هو أخذ التاريخ المرضي للمشكلة الصحية ، ثم إجراء الفحص السريري للمريض ، حيث يضع الطبيب المعالج نصب عينيه الأسباب المختلفة للضعف الجنسي ، ويبدأ في استبعادها أو تأكيدها الواحد تلو الآخر ، فيتم في هذه الحالات سؤال المريض عن مرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب والشرايين التاجية ، وكذلك ارتفاع نسبة الدهون في الدم ، كما يقوم بسؤاله حول إصابة سابقة حدثت بالرأس والعمود الفقري ، وكذلك عن قيام المريض بإجراء عملية استئصال بعض الأورام السرطانية بالحوض مثل أورام المثانة والمستقيم و البروستاتا .
كما يسأل الطبيب المريض عن العقاقير التي يتناولها بصفة منتظمة - مثل العقاقير الخاصة بإرتفاع ضغط الدم والأدوية الخاصة بعلاج الأمراض النفسية ، فمثل هذه العقاقير قد تؤثر سلبياً على الإنتصاب ، لكن في معظم الحالات يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات المعملية بالمختبر ، وكذلك بعض الإختبارات للوقوف على سبب هذه المشكلة بدقة ، ولعل من أهم هذه الفحوصات المعملية بالمختبر قياس نسبة السكر بالدم وتحليل هرمونات الدم مثل هرمون التستوستيرون وهرمون الحليب (البرولاكتين) ، وفي حالات أخرى يحتاج المريض إلى إجراء بسيط يتم فيه حقن مادة موسعة لشرايين القضيب وهي مادة البروستاجلاندين ، ويتم الحقن عن طريق إبرة دقيقة جدا ، ولا يشعر المريض أثناء الحقن بأي آلام ، ويقوم بعدها الطبيب المعالج بعمل دوبلر ملون على شرايين وأوردة القضيب ، يقوم – من خلالها - بقياس سرعة تدفق الدم و تحديد سبب المشكلة بدقة ، كما يتطلب إختبار قياس الإنتصاب أثناء النوم ، ويعتمد هذا الاختبار على قياس درجة وقوة الإنتصاب أثناء النوم في حالات العنة الجنسية النفسية .. يكون الإنتصاب أثناء النوم طبيعياً تماما .. أما في حالات الضعف الجنسي لأسباب عضوية فتقل درجة وقوة الإنتصاب كما تقل المدة ومن هنا يتم التشخيص الدقيق للمشكلة .
وعن العلاج المستخدم في مثل هذه الحالات .. فإن أول عقار ظهر لعلاج العنة الجنسية بالأسواق هو عقار السيلدينافيل ويعتمد هذا الدواء على زيادة تدفق الدم بالجسم الكهفي للقضيب وهو لا يعمل إلا في وجود الإثارة الجنسية المناسبة ، أي أنه في حالة عدم وجود هذه الإثارة لا يشعر المريض بأي تحسن على حالته ، الأمر الذي قد يزيد في توتر وقلق المريض ، كما أنه يجب أن يتناوله المريض على معدة خاوية حتى يحصل على المفعول المناسب ، بالإضافة إلى أن الدواء لا يعطي التأثير المطلوب إلا بعد مرور ساعة واحدة على الأقل من تناوله ، مما يفسد التلقائية المطلوبة عند إقامة علاقة حميمية ، والتي تتطلب حدوث التأثير الدوائي المطلوب خلال دقائق معدودة ، وكل هذه الأمور يجب أن يحرص عليها المريض ، ولا يجب أن يتناول المريض هذه الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب المعالج ؛ لضمان الحصول على أفضل النتائج وتجنب الأعراض الجانبية للدواء ، ويتراوح مفعول هذه العقاقير من 5 إلى 36 ساعة ، وهو ما يمكن الحصول عليه عن طريق عقار التادالافيل ، مما حدا ببعض المرضى إلى إستخدام الأدوية طويلة المفعول للحصول على التأثير المطلوب لأطول فترة ممكنة .. الأمر الذي يصاحبه بالتبعية امتداد المدة التي قد يعاني منها المريض من المضاعفات والأعراض الثانوية للعقار ، والتي يمتد تأثيرها على سبيل المثال لا الحصر إلى القلب والأوعية الدموية والمعدة والجهاز الهضمي ، وكذلك إلى العين والشبكية ، بالإضافة إلى الصفائح الدموية والخصيتين ولذا لزم التمويه لمثل هذه المخاطر .
و ظهر حديثاً بالمملكة أحدث عقار للتغلب على مشاكل العنة الجنسية عند الرجال وهو عقار تادلافيل 5 مجم ، ويتميز هذا الدواء الجديد عن أسلافه بأنه يتم استخدامه لمساعدة تدفق البول خاصة في الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا ، جنباً إلى جنب مع الضعف الجنسي كما يتم استخدامه بصورة يومية ، وهذا يساعد على عودة العلاقة الحميمة بين الزوجين إلى سابق عهدها بدون الحاجة لوجود تخطيط مسبق لموعد إستخدام العلاج ، وذلك يؤدي إلى شعور الزوج بالثقة بالنفس وينعكس إيجاباً على احساس الزوجين بالرضا عن العلاقة الزوجية ، كما أنه يتمتع بدرجة خصوصية عالية ، حيث يتفاعل الدواء مع الجسم الكهفي للقضيب مع أقل تأثير على باقي خلايا وأجهزة الجسم ، مما يؤدي بالتالي إلى إنخفاض ملحوظ في معدل المضاعفات والأعراض الثانوية للعقار، وهو يفيد مرضى الضعف الجنسي لأسباب نفسية وعضوية على حد سواء ، كما يمكن للمريض تناول الدواء في أي وقت ، وبغض النظر عن تناول الطعام - فعقار التادلافيل يعمل حتى لو تناوله المريض بعد الغذاء مباشرة .
وما وجد داء إلا وجعل الله له دواء .. ويجب على المريض عدم تناول الدواء إلا عن طريق وصفة طبية من طبيب متخصص ، كما أنه لا يجب تناول الدواء عن طريق نصيحة من صديق ؛ لأن الدواء الذي يناسب مريض يعرض حياة مريض آخر إلى خطر داهم ، ونتمنى للجميع الصحة والعافية .