أغسطس ٢٠٢٣ , ٠٩

الإخصاب المساعد وتقنيات تجميد الأجنة و البويضات

د. أماني شلتوت

 

بدأت محاولات تجميد الأجنة البشرية في ثمانينات القرن العشرين ، ومنذ ذلك الوقت تقدمت التقنيات بشكل كبير في هذا المجال ، ولقد أثبتت الدراسات الإكلينيكية أن مستويات و نسب النجاح وحدوث الحمل في أطفال الأنابيب مع الأجنة التي سبق تجميدها تقارب العمليات العادية لأطفال الأنابيب وتصل إلى حوالي 50% أحيانًا .

 

و يشكل تجميد الأجنة - الآن - جزءاً أساسياً من الروتين اليومي في مختبرات الإخصاب المساعد ، و يقلل ذلك كثيرا من المحاولات التي تستلزم تحفيز التبويض ثم سحب البويضات و إعادة الأجنة ، بما يستلزم ذلك من تكلفة عالية و عبء اجتماعي واقتصادي على المريض .

 

و أصبح أيضاً إستعماله شائعاً لتفادي بعض مضاعفات الإخصاب المساعد مثل متلازمة فرط استجابة لتنشيط المبايض ، التي تصيب غالبا مرضى تكيس المبايض حيث يمكن تأجيل إرجاع الأجنة وتجميدها ؛ لإستعمالها لاحقا .

 

أيضا تنفذ هذه التقنية الآن للحفاظ على خصوبة بعض المرضى والذين أصيبوا ببعض الأورام ، ويستلزم لعلاج حالتهم إستعمال العلاج الكيميائي أو الإشعاعي حيث يمكن نقل الأجنة لاحقا بعد انتهاء العلاج .

 

و هناك وسائل علمية مختلفة لتجميد الأجنة أشهرها إستعمال النيتروجين المسال تحت درجة -196 مئوية ، وتقسم هذه الوسائل إلى طريقة التجميد البطيء أو طريقة التجميد السريع ، و يتم حفظ الأجنة في أنابيب مخصصة و وضعها في حافظات مخصصة لحفظ الأجنة ويمكن أن يمتد ذلك التجميد إلى سنوات عديدة .

 

و يقوم أخصائي مختبرات أطفال الأنابيب - بإختيار الأجنة الصالحة للتجميد عادة في اليوم الثالث أو الخامس من سحب البويضات ، وذلك حسب درجة ومستوى إنقسام الأجنة ، وكذلك وجود أجنة فائضة للتجميد ، ويتم ذلك بالتنسيق مع المريضة و إخبارها وموافقتها على التجميد .

 

و عند الحاجة لإعادة إستعمال الأجنة المجمدة تقوم المريضة بمراجعة الطبيب المتخصص و ذلك لترتيب البرنامج العلاجي ، والذي ينقسم إلى أكثر من برنامج ، إحداها هو الإرجاع الطبيعي بدون علاج حيث يتم فحص هرمون الإباضة ، في أيام معينة من الدورة ثم يتم تحديد موعد إرجاع الأجنة و الذي يتناسب عادة مع فترة إنغماس الأجنة بالدورة الشهرية .

 

وهناك طريقة أخرى - يتم بها تحضير بطانة الرحم باستعمال بعض الأدوية الهرمونية مثل الإستراديول أو بعض الإبر المنشطة بجرعات بسيطة - ثم تحديد موعد إرجاع الأجنة ، فلا تكون كل الأجنة التي تم تجميعها صالحة للإرجاع داخل الرحم ، ولكن يتم اختيار الأفضل منها وإستخدامه في هذا الشأن .

 

وإعادة فك الأجنة المجمدة قد يصاحبه تغير في نوعية وكفاءة الأجنة في بعض الحالات ، فلا تكون كل الأجنة التي تم تجميدها صالحة للإرجاع داخل الرحم ، ولكن يتم اختيار الأفضل منها واستخدامه في هذا الشأن .

 

و من النجاحات أيضا في مجال التجميد هو تجميد الحيوانات المنوية للرجال سواء الموجودة بالسائل المنوي أو المستخرجة من الخصية ، وقد أثبت أيضا نتائج عالية للحمل مقارنة بالحيوانات المنوية غير المجمدة .

 

و اخيرا تقول د. أماني في حالة حدوث الحمل بعد ارجاع الاجنة المجمدة - فإن الحمل يكون حملا طبيعيا مثل أي حمل ، و تكون فيها نسب حدوث تشوهات أو مشاكل طبية أثناء الحمل تكاد تكون نفس النسب في حالة حدوث الحمل الطبيعي ، والفرق الوحيد هو أن هذه التقنية تساعد الكثير من الأزواج الذين لم يكن لديهم حل في الماضي إلا إعادة تقنية و بروتوكول أطفال الأنابيب أو التلقيح المجهري من بدايته .