فحوصات جديدة للسائل المنوي قبل إجراء عملية أطفال الأنابيب
من المعروف - منذ فترة طويلة - أن الرجال الذين يعانون من تأخر الإنجاب توجد لديهم حيوانات منوية ذات جودة منخفضة ، وبعضها قد يحتوي على بعض أنواع الخلل في الكروموسومات (المادة الوراثية)، وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة وجود هذه الحيوانات المنوية بصورة أكبر في الرجال الذين لديهم تأخر في الإنجاب عن غيرهم . و قد يحدث هذا الخلل في الكروموسومات حتى في رجل طبيعي من الناحية الوراثية و لا يظهر سوى في الحيوانات المنوية فقط .
و تحليل السائل المنوي التقليدي كان يحتوي على ثلاثة معلومات اعتبارية هامة فقط لتقييم قدرته على تخصيب البويضات و هي: العدد و الحركة والشكل الخارجى ، وكان ذلك يتم بإستخدام الميكروسكوب الضوئي و بعض الأصباغ ، ولكن مع التوسع في اللجوء للوسائل المساعدة للإخصاب - فإن الحاجة تتغير بإستمرار لتطوير تقنية تحليل السائل المنوي بهدف التنبؤ بإمكانية حدوث نجاح في عملية أطفال الأنابيب أيضاً بهدف إختيار أفضل الحيوانات المنوية فيها لزيادة نسبة الحمل ، وذلك بإستخدام أفضل الحيوانات المنوية لتلقيح بويضات الزوجة وهذه المقاييس هي :
شكل الحيوان المنوي .. اتفقت معظم الأراء و الأبحاث الطبية على أنه إذا إستخدمت حيوانات منوية ذات نسبة مرتفعة من التشوهات - فإن ذلك يؤدي إلى عدم نجاح أطفال الأنابيب فقد يحدث تلقيح للبويضة و تكوين للأجنة ، ولكنها في الأغلب لا تلتصق في داخل الرحم ، وعند إستخدام الأجهزة الحديثة لإختيار الحيوان المنوي - فإن نسبة النجاح قد زادت ، وفي بعض الرجال ذوي الخصوبة المنخفضة - لا توجد لديهم حيوانات منوية ذات شكل طبيعي كامل ، ومن هنا ظهرت إمكانية إستخدام أجهزة التكبير المجهري القوية ؛ لفحص هذه الحيوانات المنوية وإستخدام أقلها تأثيرا أو ضررا ، ولكن كانت هناك عقبة وهي أن إستخدام حيوان منوي ذو شكل ممتاز تحت المجهر قد لا يضمن أنه سليم من الناحية الجينية والوراثية ، ومن هنا ظهرت الحاجة لفحص أكثر تطورا وهو فحص الحمض النووي للحيوانات المنوية . وقد أجريت العديد من الأبحاث التي أثبتت أن وجود مشكلة أو تكسر في أجزاء من الحمض النووي الوراثي يؤثر سلبا على نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب ، وحديثا يوجد إختبار بسيط يتم إجراؤها على الحيوانات المنوية لمعرفة إن كان هناك تكسر في الحمض النووي للحيوانات المنوية أم لا. ويمكن تكرار هذا الفحص بعد العلاج لمعرفة نسبة التحسن وذلك قبل إجراء عملية أطفال الأنابيب ؛ كي نجنب الزوجين إحدى العقبات التي قد تمنع نجاح هذه الوسيلة ، وهذا التكسر في الحمض النووي قد يكون شائع الحدوث ، ولا يعرف بذلك بعض المرضى أو الأطباء نظراً لحداثته.
وقد يحدث هذا مثلا مع وجود التهابات صديدية في الجهاز التناسلي أو مع التدخين بشراهة أو مع وجود دوالي الخصيتين، ومع التعرض للحرارة مثل الوقوف أمام الأفران (الطباخون و عمال المصانع) أو التعرض لبعض المواد الكيميائية و الموجات الكهرومغناطيسية عالية التردد و غير ذلك من الأسباب التي يستطيع طبيب الذكورة تقييمها وعلاجها .
وحاليا يمكن بسهولة استخدام هذا الإختبار البسيط الخاص بفحص التكسر في الحمض النووي للحيوانات المنوية ؛ لتقييم حالة الحمض النووي في الحيوانات المنوية للرجل - قبل البدء في عملية أطفال الأنابيب ، وقد تم إجراء هذا الفحص في السائل المنوي في إحدى الأبحاث على أزواج السيدات اللاتي يتعرضن لإجهاض متكرر ، وأثبت هذا الفحص وجود نسبة أعلى في تكسر الحمض النووي مقارنة بفحص الرجال المنجبين المخصبين .
وهناك معلومة هامة مفادها أن هذا التكسر في الحمض النووي قد يحدث على سبيل الخطأ في المختبر (مختبر أطفال الأنابيب) ، وذلك إن لم يكن مؤهلاً بالشكل الكافي للتعامل مع هذه الحيوانات المنوية قبل إستخدامها في عملية الحقن المجهري ، وهذه الأخطاء يتم تلافيها في المختبرات الحديثة ذات الخبرة الطويلة والمعرفة المتطورة. وعلى سبيل المثال فإن درجة الحرارة في المختبر وشدة الإضاءة ، ووجود نسب مختلفة من الغازات في المختبر أو توقيت التعامل مع عينة السائل المنوي ودرجة الحموضة أو القلوية - قد تؤثر على الحمض النووي للحيوانات المنوية ، وهذا التأثير يكون أكثر ما يكون في الحيوانات المنوية المستخرجة من الرجال ذوي الخصوبة المنخفضة .
كما أن هناك فحص متطور جديد وهو فحص كروموسومات الحيوان المنوي ، حيث يتم إجراء هذا الفحص في الحالات اللاتي تعاني من تكرار الفشل في عملية أطفال الأنابيب ، و يمكن بواسطته التنبؤ بنسب النجاح ، كما يمكن تلافي العديد من المحاولات اللاتي تجهد الزوجين ماديا و صحيا و نفسيا و جسديا ، حيث أجمعت الأبحاث الطبية على أن خلل الكروموسومات في الحيوان المنوي يؤثر سلبا على نسبة نجاح أطفال الأنابيب ، وهذا التأثير قد يكون أكثر ما يكون على الكروموسومات التي تحدد جنس الجنين ، ويمكن بواسطة إختبار معين معرفة جودة هذه الكروموسومات ، وهذه المشكلة تظهر بشكل كبير في الرجال الذين يعانون من وجود ضعف في السائل المنوي مما يؤدي إلى احتمال عدم التصاق الأجنة بالرحم بعد الحقن المجهري أو قد يؤدي إلى حدوث الإجهاض في مرحلة لاحقة .
وأخيراً .. فإن من الفحوصات الحديثة فحص الكروموسوم الذكرى ، وهذا الفحص له أهمية خاصة في عملية أطفال الأنابيب - حيث من المعروف أن المسئول عن عملية تصنيع الحيوانات المنوية في داخل الخصية هو الكروموسوم الذكري ، الذي يحدد صفة الجنس في الجنين ( إن كان ذكراً أو أنثى) ، وفي بعض الرجال غير المخصبين (غير المنجبين) - سواء نتيجة قلة الحيوانات المنوية أو غيابها في السائل المنوي - قد يوجد لدى نسبة منهم خلل في جزء من هذا الكروموسوم قبل غياب أو نقص جزء صغير منه ، وهذه توجد منه أنواع مختلفة و أهمية هذا الأمر أنه من الممكن لهؤلاء الرجال الإنجاب بوسائل مساعدة مثل الحقن المجهري (أطفال الأنابيب) ، ولكن يمكن توريث هذه الصفة أو هذا السبب إلى الأبناء الذكور فقط فيعاني هذا الطفل مستقبلا من قلة الحيوانات المنوية أو غيابها ، ولذلك يجب إحاطة الزوج و الزوجة علما بهذا الأمر - قبل إجراء هذه العملية .