أغسطس ٢٠٢٣ , ٠٩

من يحتاج للجراحة ومن يحتاج العلاج ومن يحتاج إلى إجراء أطفال الأنابيب

د. شريف غازي

 

من المعروف أن ضعف خصوبة الرجل قد يكون السبب في حوالي 50% من حالات تأخر الإنجاب ، والذي يحدث في حوالي 15% من الزيجات الحديثة ، وقد يكون هناك مبالغة من بعض الأطباء والجراحين في تقدير تأثير الدوالي على الخصية - خاصة أنها قد لا تكون السبب الوحيد لتأخر الإنجاب ، لذلك يجب إستبعاد أو علاج أي سبب آخر قبل الشروع في علاج دوالي الخصية ، أما في حالة وجود عامل آخر عند الزوجة - مثل إنسداد قناة فالوب أو تكيس المبيضين أو إقتراب الزوجة من سن 35 عام ، فينصح باللجوء إلى وسائل الإخصاب المساعد أو أطفال الأنابيب .

 

و يمكن لدوالي الخصية أن تؤثر سلبا على صورة السائل المنوي فقد تقلل العدد وتؤثر على حركة و نشاط الحيوان المنوي ، أو قد تزيد الأشكال المشوهة له ، وقد يتأثر السائل المنوي فتتسبب الدوالي في هذه المشاكل مجتمعة ، وبالتالي فمن الأهمية إختيار المريض الذي يستفيد من جراحة الدوالي - حيث أن هناك وسائل حديثة للتشخيص مثل الموجات الصوتية و الدوبلر الملون على الحبل المنوي ، وهذه الأشعة تبين بدقة مدى تأثير الدوالي على حجم الخصية ، كما أنها تستطيع أن تبين إرتجاع الدم في الإتجاه العكسي بوريد الخصية ، وأيضا قطر هذا الوريد ، وهذه الأشعة لها أيضا دور هام في تشخيص الدوالي الخفية - فهذا اسم يطلق على بعض الحالات التي لا يحسها الطبيب ، ولكن يستطيع فقط أن يرصد ارتجاع الدم عن طريق الدوبلر الملون على وريد الخصية . 

 

وهناك أيضا مؤشرات تساعد على التنبؤ بنجاح الاستفادة المطلوبة بما يتبعه من حدوث حمل بصورة طبيعية وهذه المؤشرات هي :

- وجود نسبة كبيرة من الدوالي (خاصة الدرجة الثالثة)

- عدم وجود ضمور في الخصية

- مستوى ال (هرمون المحفز لحوصلة جراف) في المعدلات الطبيعية 

- وجود حيوانات منوية في السائل المنوي بعدد على الأقل 16 مليون/ مل

- وجود نسبة حركة في الحيوان المنوي بأكثر من 42 %

 

و بالنسبة للتوصيات بطريقة إجراء الجراحة - فمن أفضل طرق إجراء عملية دوالي الخصية - هي التي تتم بإستخدام وسائل التكبير مثل الميكروسكوب الجراحي ، واللافت للنظر أنه مع هذه الطريقة تنخفض نسبة إرتجاع الدوالي إلى أقل من 3% ، ويحدث تحسن ملحوظ في جودة السائل المنوي في 60-70% من الحالات ، كما يحدث احتمال حدوث حمل بصورة طبيعية بنسبة 50% في أول سنة بعد إجراء الجراحة و هي نسبة مرتفعة مقارنة بالوسائل الأخرى المتبعة في علاج تأخر الإنجاب عند الرجال .

 

و هناك نسبة غير قليلة من المرضى يعانون من غياب تام للنطاف في السائل المنوي ، كما يعانون أيضا من وجود الدوالي ، وهذا يعتبر تحدي للطبيب المعالج إذ أنه يتحتم في مثل هذه الحالات الوقوف بدقة لمعرفة مدى نسبة تأثير الدوالي على وظائف الخصية لتحديد الأسلوب الجراحي والتوقيت المناسب لإصلاح الدوالي أو لإستخلاص نطاف الخصية جراحيا .

 

 

و في النهاية يبقى التأكيد على أن الهدف من جراحة الدوالي هو إما حدوث تحسن في وظيفة الخصية - بما يتبعه من تحسن ملحوظ في السائل المنوي وزيادة في نسب حدوث الحمل أو حماية الخصية من الضمور في حالة وجود نسبة كبيرة من الدوالي خاصة في الشباب الغير متزوج ، هذا مع التأكيد على خطورة الإسراف في إجراء الجراحة بدون داع طبي لذلك .