العلاج الجيني أمل جديد لمرضى العقم
فتح الدكتور سمير عباس رئيس الجمعية السعودية للخصوبة والعقم أبواب الأمل في الإنجاب على مصاريعها أمام مرضى العالم.
وقال د. عباس في حوار خاص: أن العلاج بالجينات الوراثية على
أيدي متخصصين سيزيد من فرص الإنجاب لدى الكثيرين الذين حرموا من الأطفال.
حول هذا العلاج وامكانياته واختلافه عن العلاجات السابقة وكذلك العلاج بالليزر دار هذا الحوار :
التداوي بالقديم والجديد
- ما هو الجديد الذي يضيفه هذا الدواء لمرضي العالم ؟
العقاقير التي كانت تستخدم قبل هذا الدوار عمرها حوالي 40 سنة لم يطرأ عليها أي تغيير كانت تعتمد على تجميع البول من السيدات الحوامل ممن بلغن سن اليأس وغيرهن وبالطبع فإن هذه الطريقة كانت لها العديد من السلبيات إذ كانت عملية تجميع البول تشمل تعرض البول لتغيرات كثيرة فهناك بعض النساء مصاب ببعض الأمراض الأمر الذي كان يجعل من الدواء السابق تختلف فيه كل امبولة عن الأخرى ، ومع التطور في مختلف أوجه الحياة كان يجب أن يخرج الدواء بوسيلة أفضل بحيث لا يكون هناك مجال للتلوث ويضمن بها الطبيب إعطاء المريض ما يرغبه من الدواء وهذا حقه ، والدواء الجديد أصبح يحضر بطريقة الهندسة الوراثية وليس عن طريق البول وبالتالي نضمن نوعية وكفاءة الدواء وهذه في اعتقادي عملية مهمة بحيث لا يكون هناك مجال للتحضير للدواء بالطريقة السابقة.
العلاج الجيني
- ما هو مفهوم تصنيع هذا الدواء بالجينات الوراثية ؟
تقوم فكرة تصنيع هذا الدواء على تغيير أداء بعض الخلايا بحيث تؤدي ما نرغب وعلى سبيل المثال فإن بعض الأبقار المنتجة للألبان إذا حقنت بجينات معينة تبدأ ألبان هذه الأبقار في الاحتواء على الأنسولين وبدل أن يأخذ مريض السكر إبر الأنسولين يكفيه أن يشرب حليب هذه الأبقار حتى يتم علاجه ، نفس الأمر يطبق على أي نوع من الخلايا فإذا تم حقنها بجينات معينة تبدأ تنتج وتخرج عن طبيعة أدائها وتبدأ في إنتاج أدوية وهذا أساس العلاج الجيني.
أسباب العقم
- ما هي أسباب انتشار العقم في المملكة والخليج ؟
نسب العقم تكان تكون ثابتة لدينا وإن كانت الأمراض المسببة للعقم تختلف عندنا عما في الدول العربية ففي حين تنتشر أمراض مثل الإيدز والتهاب البروستاتا وقلة عدد الحيوانات المنوية في الغرب ، فإن تكيسات المبايض تنتشر لدينا إذ ترتفع الاصابة لدينا بنسبة 18 بالمائة .
وبالنسبة للرجال فإن التعرض للحرارة بأكثر 37 درجة مئوية يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية .
البيئة والعقم
- هل هناك علاقة للعوامل البيئية بالإصابة بالعقم ؟
قد يكون لنظام الغذاء أو العمل دور في هذا المرض فمثلاً السائق الذي يبقى في سيارته ساعات طويلة وأصحاب المهن التي تقتضي منهم الجلوس على المقعد لفترات طويلة متواصلة فإن ذلك يؤدي إلى رفع درجة حرارة الخصية وبالتالي ضعف الحيوانات المنوية.
كذلك فإن الذي يعمل ميكانيكيا أو العاملين بالبناشر الذين يتعاملون أثناء عملهم مع منتجات البترول والشحوم فهذه المواد يمتصها وتؤدي إلى انخفاض عدد وحركة الحيوانات المنوية.
الملابس الضيقة
- يقال أن الملابس الضيقة قد تؤدي للعقم فما حقيقة ذلك ؟
قد يكون ذلك حقيقاً ولكن الأخطر منه ارتداء ملابس داخلية مصنوعة من النايلون فهذه الملابس تمنع الخصية من التنفس وبالتالي ترفع درجة حرارتها وبالتالي تقل من كفاءة عملها.
العلاج بالليزر
- وماذا عن أحدث وسائل العلاج الجراحي للعقم ؟
وسائل علاج العقم كثيرة وتتطور باستمرار وعلم أمراض الخصوبة والعقم لم يكن موجوداً قبل 23 سنة والآن نستطيع ترجيح جنس الجنين ونتمكن من فحص أي جنين قبل ولادته للتأكد من خلوه من أغلب الأمراض الوراثية ولم يعد الأمر مقصوراً على وضع بويضات على حيوان منوي ولكننا نستطيع كذلك رفع فرص الحمل إما عن طريق الليزر بتشريط البويضة المخصبة ونقلها إلى الرحم مما يساعد على التصاقها به وبالتالي ارتفاع نسبة حدوث الحمل.