بفضل تقنيات الاخصاب وزراعة الأجنة :
الإنجاب بعد ستة وعشرين عاماً من الزواج ، وفي سن الأربعين !
أخذ عينات متعددة من خصية الزوج بدلاً من عينة واحدة ساعد في الحصول على الحيامن ومن ثم تخصيب البويضة
استخدام اشعة الليزر في تشريط البويضة المخصبة ساعد على سهولة التصاقها بجدار الرحم واستمرار نمو الجنين.
ويضيف الدكتور سمير عباس:
في بداية استخدامنا لهذه الوسيلة في العلاج كنا نضطر لاعادة عملية اخذ انسجة من الخصية فيكل مرة نحتاج فيها للتلقيح اما في السنتين الاخيرتين فقد اصبح في مقدورنا الاحتفاظ بالحيامن وانسجة الخصية المأخوذة من المريض وذلك عن طريق تجميدها الى خمسين درجة تحت الصفر لسنوات طويلة لاستخدامها عند الضرورة ومن دون الحاجة لاجراء جراحات متكررة للزوج وقد طورنا طريقة حديثة تعتبر الاولى من نوعها لحفظ حيامن الزوج داخل بويضة زوجته المجمدة بنجاح كبير وقد ساهمت هذه التطورات العلمية الحديثة في خفض التكلفة العلاجية مع رفع نسب النجاح لهذه العمليات هذا بالاضافة الى ان هذه التقنيات لا تشكل أي خطورة على الصحة العامة او القدرة الجنسية للرجل إذا ما أجريت بطريقة صحيحة فالعملية بسيطة ويمكن ان تتم تحت التخدير الموضعي او الكلي حسب الحاجة ويغادر بعدها المريض المستشفى في نفس اليوم ويمكنه العودة لممارسة حياته الطبيعية خلال عدة ايام.
ويضيف قائلاً : وبعد الاطمئنان على توافر فرصة جيدة للانجاب لدى الزوجين بدأت رحلة العلاج باعطاء الزوج بعض العقاقير المنشيطة للخصيتين كما اعطيت للزوجة محفزات للتبويض وقد استجابا للعلاج بصورة بصورة رائعة على الرغم من تقدمهما في السن.
ثم بدأنا باستخلاص الحيامن من خصية الزوج كما أجريت للزوجة عملية سحب البويضات وتخصيبها بحيامن الزوج وحدث الحمل ولكن للاسف فقدته بعد ثلاثة اسابيع من العملية نتيجة لخلل ما في تكوين البويضة فقمنا باعطاء الزوجة مجموعة من العقاقير المختلفة لتحسين نوعية بويضاتها ثم اعيدت المحاولة مرة اخرى حيث تم تخصيب البويضة الجديدة بحيامن الزوج التي تم تجميدها في المحاولة الاولى واعيدت البويضة المخصبة لرحم الزوجة وتم الحمل بحمد الله للمرة الثانية وقد وضعت الزوجة تحت اشراف طبي كامل ووصلت لها بعض العلاجات بهدف عدم تكرار الاجهاض إلى ان تمت الولادة بصورة طبيعية حيث اراد الله عز وجل ان تكون هذه التقنيات الحديثة في خدمة هذين الزوجين.
أجنة خالية من الأمراض
ما هي احدث التقنيات التي تضمن سلامة الأجنة من الامراض ؟
هناك العديد من التقنيات الفعالة لفحص البويضة المخصبة والتعرف على مدة سلامتها وامكانية استمرارها في النمو وأحدث هذه التقنيات على الاطلاق هي التي يتم من خلالها استخدام جهاز الليزر الحديث في عمل خدش بسيط في جدار البويضة المخصبة ومن ثم وعن طريق ابرة رفيعة يتم ارتشاف خلية واحدة من الجنين البالغ من العمر خمسة ايام فقط والذي لا يتعدى حجمه النقطة في الكلمات ان جاز التعبير وبعد ذلك نقوم بفحص كروموزومات هذه الخلية بتقنية هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الاوسط حيث يتم استبعاد الاجنة المشوهة ونقل الاجنة السليمة فقط للرحم.
ما هي الامراض الجنينية التي يمكن تشخيصها ؟
هناك العديد من الامراض التي اصبح من الممكن تشخيصها والطفل في المرحلة الجينية قبل زرعه في الرحم ومن اهمها تكيس الرئة الليفي ، العنه ، الشلل وامراض الدم المختلفة.
اختيار جنس الجنين
وما هي احدث تقنيات اختيار جنس الجنين وما مدى دقتها ؟
تقنيات اختيار جنس الجنين ذكراً كان ام انثى باتت مؤكدة وهي نفس تقنية فحص الكروموزومات السابق ذكرها حيث يتم نقل الاجنة ذات الصفة المذكرة او المؤنثة حسب رغبة الزوجين وهذه التقنية لم يتم اكتشافها وتطويرها بغرض اعطاء كل زوجين ما يرغبانه من اطفال فقط وإنما لسبب أهم من ذلك وهو ان هناك امراضاً وراثية تنتقل لجنس معين دون الاخر ومثال على ذلك مرض النزف الوراثي الذي يصيب الذكور فقط وقد يعرض حياتهم للخطر في حالة اصابتهم بجروح تؤدي الى نزفهم حتى الموت بينما الاناث لا يصيبهن المرض ولكن قد تنقله الام لاطفالها لذلك يتم استبعاد الاجنة المذكرة ونقل المؤنثة فقط لرحم الام خشية من حمل الام بذكر واجهاضها بعد ذلك.
وسألنا الدكتور سمير عباس في نهاية اللقاء:
ما هو الجديد في تقنيات زراعة الأجنة في الرحم وضمان نموها حتى الولادة ؟
تم تطوير اساليب جديدة في زراعة الاجنة تساعدنا على اختيار أفضل الأجنة لزرعها حيث ان هناك أجنة تتوقف عن النمو بعد اليوم الثاني من الزراعة وبمجرد نقلها الى رحم الام كما تم ادخال عملية استخدام اشعة الليزر في معالجة قشرة البويضة المخصبة لتسهيل التصاقها بجدار الرحم ورفع نسبة نجاح الحمل بالاضافة الى تقنياتنا الشخصية في اساليب ارتشاف الحيامن من الخصية التي بسبب ندرتها نستخدم تقنية تجميدها داخل بويضات الزوجة هذا الى جانب تقنيات الموجات الصوتية ثلاثية الابعاد التي ساهمت في تشخيص ولعاج العديد من حالات العقم والتي تعطي صورة واضحة لمراحل نمو الجنين لم يسبق لها مثيل حول العالم حيث يمكن من خلال هذا الجهاز رؤية وتشخيص أي تشوه قد يصيب الجنين لم يمكن اكتشافه في السابق كما انه يعطي معلومات عن الجنين كانت معرفتها تعتبر حلماً او خيالاً علمياً في السابق حيث اصبح بامكان الوالدين ان يشاهدا طفلهما بوضوح كما لو كان مولودا وما اذا كان الطفل يشبه الام او الاب بل واكثر من ذلك حيث بمقدور الجهاز تشخيص العديد من اورام الثدي والرحم والمبايض والغدد عند الاناث وأورام المخ والبروستاتا عند الذكور التي هي من أهم اسباب الوفيات بينهم.
الانجاب حلم كل زوجين ، وعندما يتحقق هذا الحلم بعد ست وعشرين سنة من الزواج ، وبعد ان يتجاوز الزوجان سن الاربعين فهو بلاشك انجاز كبير على المستويين الشخصي والطبي.
في جدة بالمملكة العربية السعودية تحقق هذا الحلم في المركز السعودي لتقنيات الانجاب برئاسة الدكتور سمير عباس استشاري النساء والتوليد وعلاج العقم واطفال الانابيب وبمساعدة فريق متمرس من الاطباء الاستشاريين وبالاستعانة بالعديد من التقنيات الحديثة المساعدة على الاخصاب وفحص الاجنة وزراعتها في الرحم ومتابعة الحمل.
استخدمت في هذه العملية الناجحة التقنيات التالية:
عمليات ارتشاف الحيامن من الخصية وحقنها في البويضة من خلال تقنية التخصيب المجهري .
استخدام مزارع خاصة لحفظ البويضة المخصبة ومتابعتها خلال فترة الحضانة مع تغيير نوع المزرعة ثلاث مرات ومن ثم امدادها بوسائل التغذية المطلوبة.
اختيار البويضة الأصلح والأصح من بين الاخريات في المزرعة بأحدث اسلوب متطور لفحص الجينات خلال ساعات معدودة فقط وذلك للتأكد من خلوها من العيوب الوراثية.
تقنية تشريط القشرة الخارجية للبويضة المخصبة لتسهيل التصاقها بجدار الرحم وذلك باستخدام اشعة الليزر التي ترفع احتمالات نجاح الحمل الى نسبة عالية.
ويقول الدكتور سمير عباس رئيس المركز محدثاً "سيدتي" عن مراحل علاج الزوجين المذكورين من العقم الذي استمر اكثر من ربع قرن:
كانت رحلة علاج الزوجين قد بدأت منذ حوالي سنة ونصف السنة ، حيث تم عرضهما في البداية على استشاري في عقم النساء والعلاج بالهرمونات واستشاري في امراض الذكورة والعقم وأجريت لهما العديد من الفحوصات الدقيقة والمتخصصة منها تصوير الدورة الدموية للمبيض بالموجات الصوتية ثلاثية الابعاد ، فحص مني الزوج ، فحص الصفات الوراية لأن بعض حالات غياب الحيامن تكون مصحوبة بعيوب ولادية أخرى من الممكن انتقالها للابناء .
وقد توقع الزوجان بعد هذه الزيارة وبسبب تعقد مشكلتهما ان ينصحهما الاطباء بتناسي الأمر والقبول بالأمر الواقع ولكنهما تفاجأ بشدة ولم يصدقا عندما أخبرهما الطبيب بأن الفحوص الأولية أفادت بوجود فرصة جيدة للانجاب فبعد فحص الزوجين سريرياً ومخبرياً اتضح ان هناك فرصة مقبولة لحدوث الحمل رغم معاناة الزوج من عدم وجود حيامن بالمني وهذا الأمر لا يقتصر على هذا الزوج فقط بل يعاني الكثير من الرجال من غياب الحيامن في منيهم مما يسبب العقم ، وقد كان العلاج الوحيد المتاح لهم هو أخذ خزعة من الخصية فإذا ثبت أن بها حيامن يتم ازالة انسداد المجاري المنوية ونسبة نجاح هذه العملية بسيطة واحتمال حمل الزوجة بعدها كان ضئيلاً للغاية وفي حالات أخرى كثيرة تثبت خزعة الخصية أن بها فشلاً في الوظائف بسبب عدم اكتمال تكوين الحيامن أو عدم وجود الخلايا المنتجة لها ، مما يؤكد للمريض أنه لن ينجب طوال حياته ، ولكن هذا الأمر تغير كثيراً خلال الأعوام الأربعة الماضية حيث استحدثت اساليب علمية جديدة للبحث في الخصية بخلاف الخزعة التقليدية حيث كان يؤخذ جزء صغير بحجم الأرز من أنسجة الخصية ويفحص تحت الميكروسكوب وفي حالة عدم وجود حيامن بها كان هذا يعني أن الخصية كلها لا تعمل وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً حيث اتضح فيما بعد ان اكثر من 60% من المرضى الذين يظهر لديهم تلف في العينة المفحوصة من الخصية لديهم بجوار الجزء التالف جزء صغير بحجم رأس الدبوس يقوم بانتاج حيامن كاملة ولكنها ضعيفة لا تستطيع الاندفاع الى خارج الجسم ، فإذا قمنا بأخذ أكثر من عينة من أماكن متفرقة من الخصية وفحصناها بطرق مختلفة فإننا سوف نحصل على هذه الحيامن ، فالآن اصبح من الممكن استخلاص حيامن كاملة النمو من أنسجة الخصية وخلايا ثانوية أخرى ومن ثم استخدامها في تلقيح بويضة الزوجة بنسبة نجاح عالية.