اعطني طفلاً بأي ثمن : انشودة الإنجاب
"اعطني طفلاً بأي ثمن" تحت هذا العنوان الجذاب يتناول الأستاذ الدكتور سمير عباس استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم ورئيس المركز السعودي لتقنيات الإنجاب في مستشفى الاطباء المتحدون بجدة ورائد علاج العقم بالمملكة بالعرض والتقديم والإحاطة أحدث تقنيات وتشخيص وعلاج العقم في أربعة عشر فصلاً تشكل موسوعة أو مرجعاً متكاملاً في هذا المجال الحيوي الهام.
ويبدو جلياً أن جاذبية العنوان لم تأت من فراغ إذ يشير الدكتور عباس إلى ان تسمية الكتاب جاءت من كلمة قالتها مريضة قبل سنوات وكانت ثرية ولكن الله حرمها من نعمة الأمومة وقد طافت العالم بحثاً عن علاج دون جدوى وأخبرتني أنها لا تمانع أن تهب مالها كله مقابل انجابها طفلاً واحداً تقر عينيها به كما أخبرتني أنها مستعدة لأخذ أي عقار أو إجراء أي عملية حتى لو كانت في طور التجربة تساعدها في تحقيق حلمها الكبير حتى قالت :اعطني طفلاً بأي ثمن ، وهو ما يعني أن إحساس المرأة بالأمومة لا توازيه كنوز الدنيا.
وقد تضمن الكتاب تقديما صافياً لصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصف فيه الكتاب بالسفر الطبي ، مشيراً إلى أن الكتاب والمؤلف يرمزان إلى المكانة المرموقة والانجازات الرائعة للحركة التعليمية في المملكة ويمثلان قدرة الشباب السعودي على العطاء المتميز وأن يناقش بعلمه وأدبه ومنجزاته العلماء في أرقى دول العالم.
يقع هذا الكتاب الموسوعي في 324 صفحة من القطع الكبير ضمنها المؤلف ذخيرة علمه وخلاصة تجاربه وخبراته وانطلق لتأليفه من شعوره بالمسؤولية تجاه المواطن العربي في توفير المعلومة الصحيحة وعرضه بأسلوب سهل يجمع بين دقة العلم وروعة الأدب فجاء الكتاب مقروءاً ومشوقاً وخلاقاً رغم صعوبة وخصوصية المجال الذي يرتاده يتضمن الكتاب أربعة عشر فصلاً يتصدرها تقديم سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز علاوة على كلمة المؤلف واهدائه الذي يعتبر قطعة أدبية ترشح بالوفاء والانسانية والعذوبة إلى جانب مقدمة المؤلف عن الإعجاز القرآني في الخلق باعتباره إحدى الدلالات الكبرى على عظمة الخالق جل وعلا .. وكان طبيعياً ألا ينسى انسان بحجم الدكتور سمير عباس علماً وخلقاً أن يقدم باقة شكر وتقدير عرفاناً بالجميل لكل من أسهم وتعاون معه لإخراج هذا المرجع القيم إلى حيز الوجود.
أما مضامين فصول الكتاب فهي تتناول جميع أعراض العقم وأسبابه ووسائل تشخيصه وسبل علاجه الحديثة لدى الرجل والمرأة على حد سواء ونجح المؤلف ببراعة في عرضها بدقة علمية متنامية تعكس خبرة طويلة ممتدة لنحو ربع قرن في هذا التخصص الدقيق وبأسلوب أدبي مشوق يسوق الحقائق العلمية بيسر وسهولة لا تستعصي على إفهام القارئ العادي أو طلاب العلم في أي مكان وهي غاية أصيلة سعى لها المؤلف منذ البداية وكانت شمساً مضيئة في عقله وضميره وطريقه الذي ظل يعبده على مدى 4 سنوات هي عمر إعداده وانجازه لهذا العمل الذي تنبعث منه رائحة العرق النبيل ليستفيد منه في النهاية قطاع كبير من طلبة كلية الطب حديثي التخرج والباحثين عامة واخصائيي أو فنيي الاجنة والمختبر وطلبة وطالبات التمريض والممرضات العاملات في هذا المجال والعاملين في أقسام العقم ثم قبلهم وبعدهم مرضى العقم من الرجال والنساء.
وهكذا اكتملت للمؤلف كل عوامل التألق والابداع في تقديم مادته العلمية الدقيقة وفق منهج مدروس وأسلوب سلس وشروحات معبرة وصور توضيحية تدعم ما آلت إليه الأبحاث من نتائج والكتاب لكل ذلك يستعصي على العرض السريع أو التقديم الموجز فالمؤلف الذي ينفق أربع سنوات من عمره ليقدم هذا المرجع من الصعب اجتزاء جهده أو اختصار مجهوده في كلمات معدودات وبطريقة عابرة قد لا يعبر بصدق عن أصالة البحث ,رصانته من أجل تنوير طلبة العلم وطمأنة قلوب المهتمين بالإنجاب والمهمومين لعدم الإنجاب.
لذا فإننا هنا نضيء فقط مجرد اضاءة تشير إلى هذا المرجع وتدل عليه وتؤكد أهمية محتواه وجدوى ما توصل اليه العلم الحديث في هذا المجال الدقيق من وسائل وأساليب ناجعة لتشخيص وعلاج العقم.
ويكفي جموع القراء والمتابعين ثقة في الكاتب والكتاب ما قاله سمو الأمير ماجد في تقديمه من أن هذا السفر العلمي لا يمثل أربع سنوات معدودات من العمل الجاد والبحث الدؤوب فحسب وإنما هو ثمرة اربعة وعشرين عاماً من الأداء الطبي المتميز للمؤلف عمل خلالها لسنوات طويلة استاذاً في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة حيث تخرج على يديه مئات الاطباء والطبيبات السعوديات كما افتتح أول مركز لعلاج العقم بوسيلة اطفال الانابيب في العالم العربي والاسلامي عام 1985م وكان أبلغ تقدير علمي لهذا السجل المتميز من الأداء الطبي والعطاء العلمي هو منح الاستاذ الدكتور سمير عباس عضوية الكلية الملكية في بريطانيا عام 1995م بعد حصوله على زمالة الكلية عام 1981م ثم منحه عضوية العديد من الجمعيات المتخصصة في العالم لاخصائي العقم والإخصاب ثم اختياره ضمن الهيئة المؤسسة للمجلس السعودي للتخصصات الصحية في مجال النساء والتوليد.
وأخيراً فإن المؤلف رغب منذ البداية أن يضيف للمكتبة العربية مرجعاً طبياً يسد ثغرة في هذا المجال وقد حاول ونجح بامتياز شأنه في كل مشوار ومحطات.